راية الإسلام Admin
عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 13/01/2012
| موضوع: مقال " رسالتي إلى الشباب " – الكاتب : عروة جميل وتد , الصف الحادي عشر السبت يناير 14, 2012 4:22 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أترككم مع المقال :
الشباب عماد كل أمة , ومفتاح نصرٍ لكل همة , الشباب هم وسيط الماضي والحاضر والمستقبل , لهم همتهم وعزيمتهم , فهم غالبا من يقومون بتحريك التيارات والحركات , وإنفاذ المجهود والطاقات لبذل المستحقات , جيل الشباب له دوره وحصته الكبرى , نحو مستقبل أمثل .
لكن واقع كثير من الشباب في هذا الزمان , يدعو إلى الأسى والأسف , لا همة لهم سوى اللعب واللهو وإضاعة الوقت , حيث ضاعت الهمم , وبعثرت في بحر النسيان , بحرٌ قد غرق به الكثيرون , وتاه به أكثر اللاهون . يا شباب الأمة , إن الأمل فيكم , وصيحات المجتمع تناديكم , تنادي عزة فيكم , فالواقع يدرك , يثبت ويبرهن , أن الشباب تمتلك قدرات عظيمة , قدرات قد تحقق المستحيل , ولكنها ومع الأسف , غير مستغلة , وغير موظفةً التوظيف الصحيح . قد ربى النبي صلى الله عليه وسلم وأنشأ جيلا مؤمنا مترعرعا في أحضانه , ملتزما بمفاهيم دين خالقه , وكانت الشريحة الغالبة منهم هي شريحة الشباب , وكان لهم دورهم ورونقهم الخاص في عهد النبوة , حيث اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم اهتماما خاصا بهذا الجيل , ألا وهو جيل الشباب , الذي سيكون يوما من الأيام قائدا مغوارا يقود دولة إسلامية عظمى , ترتجف لسماعها القياصرة , تعلي رايةً محمدية , راية الإسلام والعقيدة , حيث رباهم تربية منهاجها الرحمة والرأفة , وأنشأ وأعد جيلا يتحمل المسؤوليات , ويأخذ على عاتقه أقصى المهمات , فمن هنا , سأعرض بعض المواقف المشرفة النيرة , من حياة شباب الصحابة , تربت على يد خير البرية , ومعلم البشرية , حبيب الحق تبارك وتعالى . فهذا الصحابي الجليل , والذي كان يلقب بين الصحابة , بـ (( الحِبُّ بن الحِبِّ )) , لم يكن قد تجاوز سوى الثامنة عشرة من عمره , حينما ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم قائدا لجيش المسلمين لقتال الروم , وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم , فجعله أبو بكر رضي الله عنه قائدا للجيش , فغزى الروم وانتصر المسلمون , فلله العجب , في شاب في هذا السن يغزو بلاد الروم وينتصر , بل كان بعض الصحابة قبل غزو الروم , قد توجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وعرضوا عليه أن يولي من هو أكبر منه سنا , فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم , وخطب الناس فقال : " ما بال أقوام يقدحون في أن وليت أسامة على الجيش , وأيم الله أن كان للإمرة لخليق , وانه لمن أحب الناس إليّ , فاستوصوا به خيراً فانه , من خياركم " ... وفي هذا الموقف المشرف المشرق , إشارة إلى كيفية تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشباب , ونظرته نحوهم , وأمله فيهم , وبناء الثقة بهم , فنعم التربية تربيته , ونعم الشباب كانوا . وهذا الشاب ((الصغير)) , فهو شاب بهمته , وصغير في سنه , لم يكن يتجاوز عمره الست أو السبع سنين , فكان إماما في قومه , حين بلغهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً " , فنظروا فيهم , فوجدوا أحفظهم لكتاب الله هو عمرو بن سلمة , ذلك الشاب الصغير , فقدموه ليكون إماما عليهم . انظر إلى هممهم العالية , والتي كانوا يحملونها , هذا الشاب الذي بلغ من العمر الست أو السبع سنين , في نظرنا اليوم , طفل صغير لا يقدم ولا يؤخر في أمتنا شي , لكنه وعلى العكس , فهذا هو من سيصنع المستقبل , وعنه نحن باحثون , ولأمثاله مشجعون , وبهم نحن سائرون , ولو بحثنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء الفتية , لوجدنا العجب العجاب . ألم تسمع عن الغلامين اليافعين اللذين انضما إلى صفوف المجاهدين الموحدين , في معركة بدر , لهو موقف يأخذ بالألباب , ويحرك المشاعر والشباب , كان اسمهما : معاذ بن عمرو بن الجموح , ومعاذ بن عفراء رضي الله عنهما , وأترك الحديث عن هذا الموقف كما هو في صحيح البخاري , قال : " بينما أنا في الصف يوم بدر , إذ نظرت عن يميني وعن شمالي , فإذا بغلامين من الأنصار , حديثةٌ أسنانهما , فتمنيت لو أن غيرهما كان بجواري ليحميني , فغمزني أحدهما , فقال : يا عم , أتعرف أبا جهل , قلت : نعم , وما حاجتك إليه , قال : سمعت انه يسب رسول الله , والذي نفسي بيده لإن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا , ثم غمزني الآخر , فقال لي مثل مقالة صاحبه , ثم لم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس , فقلت : هذا صاحبكما , فانقضا عليه كالصقرين , فابتدراه بسيفيهما , فضرباه حتى قتلاه , ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاخبراه , فقال : أيكما قتله , قال كل منهما : أنا قتلته , قال : هل مسحتم سيفيكما , قالا : لا , فنظر في السيفين , فقال : كلاكما قتله " – يا سبحان الله , فرعون هذه الأمة وطاغيها , يُقتل على يد غلامين شابين , من شباب الصحابة الكرام !!! هكذا كان جيل الشباب , وهذا ما أوصلتهم إليه هممهم العالية , هذا ما أثمرته تلك التربية الرائعة , صحابة كرام مثل هؤلاء الأبطال , فأخرجت هذه النماذج السامية , بكل ما تعنيه الكلمة ... فرسالتي إليكم أيها الشباب ... أن ترفَّعوا عن سفاسف الأمور , وتطلعوا إلى معاليها ... واستقوا من سيرة حبيبكم صلى الله عليه وسلم , سيرة عطرة , يَفوح شذاها , وتُثمر أبطالا ميامين بواسل , يقودون أمتنا إلى الدرب القويم , وإلى الفلاح والنصر المبين , والحمد لله رب العالمين .. . .
عدل سابقا من قبل راية الإسلام في السبت يناير 14, 2012 10:02 pm عدل 1 مرات (السبب : اللهم اهد شباب الإسلام إلى ما تحبه وترضاه ... اللهم آمين) | |
|